الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

قرية صان الحجر تستغيث: أنقذوا أرضي وأولادي من التشرد


قرية صان الحجر تستغيث: أنقذوا أرضي وأولادي من التشرد



كتب: صافيناز مصطفي
تصوير: طارق عصام ــ مصطفي يوسف 

"أرضنا العطشانه نرويها بدمانا، عهد علينا أمانة، الأرض بالخير مليانة"، الأرض المصرية هي حياة الفلاح ورأس ماله التي يربي من ثمار حصادها أبناءه ليكونوا رجالاً ونساءً يعمروا تلك الأرض الطيبة ويتزوجون وتتواصل الأجيال وترث الأرض بكل خيراتها.
مصر سلة الغلال فى العالم القديم ومنذ عهد الفراعنة والفلاح المصري يرتبط بأرضه وساعده علي ذلك أن الله وهب مصر طبيعة أدت لقيام الحضارة فيها، ووهبها تربة خصبة، وموقعاً عظيماً بين ممالك العالم وأعطاها الله تربة خصبة التي يحملها الفيضان فى تلك العصور عاماً بعد عاماً مما أدي لظهور الوادي والدلتا، وتلك التربة صاحبة الفضل فى قيام حضارة وادي النيل منذ 7000ألاف سنه، مما أدي لإستقرار الإنسان، بعد أن كانت مستهلكاً يعيش علي جمع الثمار أصبح منتجاً وحصل علي ثروة من فائض الزراعة عن طريق تصديرها إلي ممالك الدول فى العالم القديم، وكانت مصر بحق "سلة الغلال" مما جعل العالم يطمع فيها ويستغلها ثم فكر فى احتلالها.
كان القمح والشعير اول المحاصيل، ويعتبر الفلاح المصري، من أمهر الفلاحين فى العالم لتراكم خبراته وحبه لأرضه بل عشقه لها، فهي حياته وكيانه، وهو وأسرته يزرعون البذور ثم ينتظرون جنيها بفارغ الصبر.
الفلاح المصري"فلاح ابن فلاح"، ولأن الزراعة هي مصدر رزق الفلاح، وصانعة الحضارة، فقد استجبنا لصرخة قرية "صان الحجر" بمحافظة الشرقية والتي تطالب بإنقاذ الأرض فى تلك القرية وهي أخر القري فى المحافظة، والتي تزرع القطن واستمعنا لمشاكلها.
 قرية صان الحجر الأثرية المغمورة فى مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، كان يطلق عليها تانيس فى العصر الرومانى، ويطلق عليها “جعنت” فى العصر الفرعونى، و”سايس” فى العصر الإغريقى، يعود تاريخها إلى 4000 سنة قبل الميلاد.
تلك القرية التى كانت عاصمة سياسية لمصر فى إحدى الفترات الفرعونية، وكانت من كبرى المدن المصرية حتى نهاية العصر الرومانى. حيث كانت الطريق الأساسي للغزو لبلاد آسيا الصغري، وكانت حائط الدفاع لمصر أمام أى غزو خارجي.
تعتبر قرية "صان الحجر" مركز لزراعة القطن المصري، لذا تناولنا فى هذا الملف قلة إنتاجية الأراضي الزراعية للقطن هذا العام فضلا عن العام السابق الذي ضعفت فيه الإنتاجية.

وجدت بعــض الياف القـــــطن فى مخلفات الحضارات القديمة منها الحضارة المصرية القديمة ومما لاشك فيه أن للعرب فضلاً كبيراً فى إدخال صناعة القطن إلى أوربا حيث نشروا هذه الصناعة فى البلاد الواقعة على البحر المتوسط.


المراحل الإستراتيجية للقطن المصري

لقد مر القطن فى مصر بخمس مراحل متميزة لكل منها إستراتيجيتها سواء كانت فى صالح الوطن أو غيره كالتالى:
* المرحلة الأولى: فى إطار إستراتيجية نهضة وطنية قادها محمد على تميزت بالتوسع فى زراعة القطن وإقامة صناعة غزل ونسيج وصباغة وطباعة وتجهيزات وطنية متكاملة وأعتمد إنشــــاء المصـــــــانع على التصنيع المحلى للآلات حتى أصبحت مصر مصدراً للمنتجات النسيجية القطنية ومنافسة خطيرة للصناعة البريطانية ومن ثم أحد الدوافع للاحتلال.
* المرحلة الثانية: أعقبت التدخل الأوربى الذى قادته بريطانيا وأنهت به عصر النهضة المصرية وفرضت على مصر التراجع عن التنمية والتحديث والتقدم ، وخلالها تحولت مصر إلى التوسع فى الزراعة دون التصنيع وخلال هذه الفترة تدفقت ثروة هائلة على مصر من خلال صادرات القطن
* المرحلة الثالثة: تحــــت الاحـــتلال البريطـــــاني ( 1882- 1920 م) و فيها تحولت مصر إلى مزرعة للقطن لصالح الصناعة القطنية البريطانية حيث أصبحت مصر مستوردة لكل المنتجات النسيجية القطنية والمستفيد من تصدير خام القطن هم الأجانب .
* المرحلة الرابعة: ماقبل الثورة ( 1921 – 1952 م ) وفيها حدثت بداية إستراتيجية وطنية وذلك بجهود طلعت باشا حــرب وبنك مصر حتى بلغ استهلاك الصناعة الوطنية نحو 2 مـــليون قنـــطــار فى الــفترة ( 1945 – 1949 م ).
* المرحلة الخامسة: وفيها إستمر التوسع فى الإنتاج مع التوسع فى التصنيع حتى بلغ استهلاك الصناعة الوطنية أوَجَهُ عام 1980 – 1981 م ثم تلى ذلك فترة تراجعت فيها المساحة وتوقف التحسين فى إنتاجية الفدان ومن ثم تراجع الإنتاج الكلى وتراجعت الصناعة الوطنية حيث تقدم العالم بخطى واسعة وتراجعت مصر .
والآن مع نهاية العقد الأول من القرن الحادى والعشرون، تراجـــعت المســـاحة المـــنزرعة ( 320 ألف فدان أو أقل، وواصلت الإنتاجية الفدانية جمودها عند أقل من ثمانية قناطير على مدى خمسة وعشرون عاماً السابقة ، وبالتالى تناقص استهلاك الصناعة الوطنية مع تزايد اعتمادها على استيراد القطن الشعر وتزايد إعتماد سوق الكساء المحلى على الإستيراد بصورة غير مسبوقة وتجمد نمو الصناعة الوطنية فى وقت توجهت كل دول العالم الثالث إلى النمو والبعض منها إلى الإنطلاق. وقد أكتسب القطن المصرى منذ القدم سمعة كبيرة وأعتبر أفضل أنواع القطن نظراً لتميزه بطول التيلة ولذا كان يتم تصديره لجميع دول العالم.



الذهب الأبيض والجمعية الزراعية


كان "الذهب الأبيض" وهو ما نطلقه مجازاً على محصول "القطن" مصدر سعادة للفلاح فى بر مصر فكانوا فى الماضي ينتظرون وقت حصاده بفارغ الصبر؛ ليزوجوا بناتهم وصبيانهم ويسددون منه ديونهم؛ ومنذ عام 1986 ؛ بعدما دخلت البذرة منزوعة الزغب، تبرأ منه الفلاح.
ولكن تقف الجمعيات الزراعية عائقا أمامهم، حيث يمارس بعض أعضاء مجالس الإدارات الفساد على الطبيعة؛ وهذا ما حدث لجمعية "الرست الزراعية" التابعة لصان الحجر بمحافظة الشرقية؛ فالفلاحون هناك زرعوا أرضهم الموسم الماضى قطنا، وتم إعداد كشوف بأسمائهم لصرف دعم القطن لهم، ولكن المراقبة العامة وجمعية الرست أعدوا كشوفاً أخرى على هواهم، وكان صرف الدعم للفلاحين بزيادة قدرها 23 ألفاً و 100 جنيهاً، ولكن من خلال الكشوف اتضح أنه هناك عجزاً يقدر بـ 18 ألفاً و 200 جنيهاً ؛ وبالتالى يوجد اختلاف بين كشوف الحصر التى تم اعدادها قبيل زراعة القطن فى الموسم الزراعى الصيف الماضى التى أعدتها الجمعية الزراعية وبين كشوف الحصر الزراعى لزراعات القطن التى تم صرف الدعم النقدى عليها.



صان الحجر وأهمل القطن

قرية صان الحجر بمحافظة الشرقية أهاليها فلاحون يعيشون اليوم بيومه؛ يزرعون كل المحاصيل الزراعية وكان محصول القطن سابقاً ينتظرون موعد زراعته مع دخول الصيف، ولكن بعد انهياره هجروا زراعته، وفى الموسم الصيفى الماضى، سمعوا بأن هناك دعماً لمحصول القطن وستصرف بذرته من الجمعيات الزراعية؛ فأمام الأمور الحياتية الصعبة التى يعانى منها الفلاح؛سارعوا فرادى وجماعات بتسجيل أسمائهم فى كشوف أعدها مجلس إدارة الجمعية الزراعية هناك.
قال الحاج نجم السيد نجم من أهالي القرية، "الفلاح مش لاقي يعيش وقرب يجوع بسبب هلاك محصول القطن بعد قيام الجمعية الزراعية بصرف بذور فاسدة للفلاحين"، مما أدي لضياع قيمة المحصول بعد دفع مبالغ 600 ألاف جنيه، وبعد كده رفضت الجمعية مساعدتنا فى بيع المحصول بعد أن وعدتنابذلك ، والتجار يرفضون شراؤه بعد جمعه وحصادة.
وأضاف "نجم" إحنا من أساس عائلات القرية ونناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي ومحافظ الشرقية بإنقاذنا من المسئولين عن الجمعية الزراعية،  لأن الفلاح لو جاع مصر هتجوع، بقينا أقل من الفلاح فى دول العالم، استغلال لنا والأرض ما بتديش عائد، وتابع نجم فى حزن "نريد نظرة عطف للفلاح المصري" تعطيه حقه وكرامته، لأن حياتنا بتدمر كنا بننتظر حصاد الأرض علشان نجوز ولادنا وبناتنا.
وقال السيد نجم من فلاحي القرية" انا معاق فى قدمي اليسري، وبعيش من زراعة الأرض، وكلنا نقدر متاعب رئيس الجمهورية ومسئولياته، ولكن نناشده بالنظر لحال الفلاح فى القرية لأننا تعبنا من التعامل مع الجمعيات الزراعية، ومحافظ الشرقية رضا عبد السلام راجل محترم وخدوم لكن انا أرضي بتضيع، وهي مصدر رزقي، والمحصول فسد بسبب البذور التي صرفوها لنا ، والفلاح ما عدش له كرامة، والزرع اكلته دودة القطن.
وأضاف "السيد نجم" أنا قدمت ورقي للحصول علي وظيفة ضمن نسبة 5% ولكن ذهبت بعد فترة لقيت ورقي مرمي وسط أكوام كثيرة فى الوحدة المحلية بمركز الحسينية، وتابع: كل أوراقي كاملة ، وشهادة التأهيل موجوده ، وتوجهت بدل المرة عشر مرات ومحدش بيرد عليا ، وأنا عندي بنت معاقة مثلي طفلة لا تتعدي 3 سنوات، اسمها ندي وعندها ضمور فى العضلات، وقالوا لنا اللي ليه ورق يروح ياخده ، وأناشد الرئيس بالنظر لحال الفلاح اللي بقي مش عارف يروح لمين؟، احنا لقينا الورق مرمي علي الأرض أكوام.



بنك "الإفلاس" الزراعي !!


قال "أحمد نجم" فلاح: بنك الإفلاس الزراعي، مش التسليف الزراعي، خلي الناس تبيع بيوتها عشان السداد، يعني اللي عنده قطعة ارض 3 فدادين صرف ستة الأف جنيه لجني المحصول والمحصول لما يتباع مش هيجيب أكثر من ثلاثة الأف جنيه، الأرض هتموت بلا فلاح. وأطالب الحكومة بوقف الزيادة المطروده وجعلها علي أصل الدين.

وأضاف المحامي، محمد نجم، من أهالي القرية، "الأرض أساس حياتنا، ولما ما تجبش همها ومشاكلها تزيد يضطر الشباب لهجرة قريته للمدينة، يشتغل فى السياحة أو فى محلات بيع ملابس، او أي مهنة ثانية، أنا محامي وتمنيت لو الحكومة تديني قطعة أرض وأزرعها بس البذور اصلا فاسدة وبتهلك المحصول، والمحصول ما بيجبش مستلزمات الزراعة، مهما الشاب اتعلم من القرية عايز يكون بيت وأسرة وحياة لنفسه، وفيه مشكلة التسويق للقطن، كما اضطر الناس لتبوير الأرض او بيعها، لأن العائد لا يكفي.
وأستطرد نجم، ننتظر فى السنوات القادمة ظروفاً أكثر صعوبة فالمنافسة العالمية تشتد وسوف يحاول المنافسون أن يحولوا بيننا وبين العودة إلى السوق، لذلك وجب علينا أن نفكر تفكيراً جاداً مؤسساً على العلم والمعرفة لوضع وتنفيذ خطة عمل مستقبلية للدفع نحو مزيد من الإنتاج الجيد، مع زيادة التصنيع والتصدير حتى تعود مصرنا العزيزة لسابق عهدها وتحقيق التنمية الصناعية وتوفير فرص العمل، وتحقيق الأمن الكسائى والأمن الغذائي، من توفير الزيوت النباتية وجانباً كبيراً من العلف البروتينى المركز والذى يتحول إلي لحوم وألبان. 

ترك الأرض واتجه لعبور البحر

وأوضح محمد نجم، أن الشباب يضطرون للسفر بطريقة غير مشروعة، وبنسمع عن الشباب بعد غرقهم، اللي بيسافروا عن طريق المراكب، بعد موتهم فى وسائل الاعلام. 
وأضاف، أما عن مرشحين مجلس الشعب قال :كل واحد مرشح بيقابل الناس، لو فضل بنفس الحماس فى أول انتخابه حاجات كثير هتتغير، وصان الحجر أخر قرية فى الشرقية مرتبطة بمحافظات كثير الإسماعيلية، الدقهلية، والسويس، وطريق قناة السويس. لكن للأسف شبكة طرق غير ممهدة مما يؤدي لكثرة الحوادث وطريق الشرقية من أحطر الطرق التي تكثر فيها حوادث السيارات، الطرق مكسرة وترابية، لابد من نظرة من نواب البرلمان لتلك القري.

وأعلن محافظ الشرقية الدكتور رضا عبد السلام، إن الحكومة خصصت للمحافظة دعم 22 مليون جنيه لرصف الطرق، طريق رمسيس ترعة السلام، واحنا فى انتظار ربط صان الحجر ببورسعيد لفتح طريق ومجالات عمل للشباب وسهولة السفر.

وقال المحامي محمد نجم، مصر بلدنا وبنحبها جداً وبنضحي عشانها بكل شيء، ولكن لابد أن يقوم كل مسئول بدوره، عندنا رئيس مجلس مدينة واعي، المشكلة فى التمويل، الميزانية مش كبيرة. ومرشحين مجلس الشعب بيستخدموا أساليب الدعاية، سيارات أجرة بمكبرات صوت، مؤتمرات، لافتات دعاية. مضيفا، "المرشحين عندهم رؤية، والسنه دي المرشح يشترط يكون معاه مؤهل عالي، والإنتخابات بتصرف مبالغ رهيبة، وفيه ناس عندها فكر جديد بس ما عندهاش امكانيات مادية. ومركز الحسينية يشمل صان الحجر والصالحية الجديدة، ومركز أبو عمر. فيه بعض المرشحين بيستغلوا الناس مقابل مبالغ مالية وفيه رشوة انتخابية، لكن السنه دي اعتقد إنها أقل من أعوام سابقة ولم نرصد منها كثير، مرت علينا الرشوة بأنواعها فلوس شاي وسكر وارز"، إنتخابات 2015 عايزة حد يشتغل مش مجرد حصانة وكرسي.

نواب صان الحجر وما ينتظرونه

طالب نجم النواب الجدد بعدة مطالب هي من حقوق الناس فى صان الحجر: القرية لها طابع خاص هي بلد زراعي وآثري لها غرفة فى المتحف المصري وكانت عاصمة مصر فى عصر الفراعنة ومطالبنا تتلخص في الأتي: 1- انشاء مستشفي مركزي، 2-خطوط مياه شرب وتحليتها، 3-توفير طرق ومواصلات، 4-القرية تمثل 99 % منها أرض زراعية، وبالتالي نطالب بتحسين أوضاع الفلاح ومده بالبذور التقاوي السماد والتسويق بعد المحصول، 5-تأمين صحي للفلاح لأن فيه ناس مش متعلمة ولا موظفين ولابد من سن قوانين لعدم تبوير الأرض، وتشجيع الفلاح علي عدم هجر أرضه وبيعها أو البناء عليها.



وأكد "علي ابراهيم اسماعيل"، مدرس مساعد معهد خدمة اجتماعية، "عزوف الشباب عن الانتخابات لعدم الثقة الكافية، وظهور نواب لا يعرف عنهم الكثير، يهرولون وراء المنصب فقط. ومفيش شباب بتشتغل فى مجالها من ايام الرئيس السادات رحمه الله، وكل الشباب بتشتغل بعقد والشغل فى الأرض مش جايب همه، والشباب فقدت الثقة فى حاجات كثير. والناس بتتمني يحصل تغير فى أداء النواب ويراعوا مشاكل الفلاح المصري أسرته وأولاده. 

يذكر أنه فى وقت سابق من العام الماضي كانت هناك واقعة تزوير فى نفس القرية وقال احد الفلاحين :مساحتى ثلاثة أفدنة وكتبوا لى فداناً واحداً قطناً ،ولم أصرف التعويض له ورفضت؛ لأن المساحة المثبتة لى بالجمعية غير الواردة بالكشوف؛ ولابد من إجراء ضد من زوروا ولابد من محاسبتهم. وقال أخر : أنا زرعت 8 فدادين و 20 قيراطاً ؛ والمدهش أنه لم يتم إثبات أى حيازة لى أثناء صرف التعويض، والمفروض أننى أصرف 12 ألفاً و 400 جنيهاً.الفلاحين لم يجدوا يداً بعدما طرقوا كل الأبواب سوى اللجوء لمأمور مركز شرطة صان الحجر وكتابة بلاغاً ضد الجمعية الزراعية الممثلة فى مجلس الإدارة ومدير الجمعية، أكدوا فيه أن أعضاء مجلس إدارة الجمعية والمراقبة العامة بصان الحجر قاموا بالاستيلاء علي أموال التعويض للمساحات المزروعة قطناً الموسم الصيفى 2014 وقاموا بتغيير كشوف الحصر الخاصة بالجمعية والمقدمة للمراقبة العامة بصان الحجر فى شهر مايو 2014 ؛ وقاموا بتعديلها حتى تخدم مصالحهم الشخصية وقاموا بتوزيع المساحات المنزرعة قطناً علي فلاحين لم يزرعوا قطناً حتى بيع البذرة الواردة من وزارة الزراعة لم يحصلوا عليها وباعها أعضاء الجمعية فى السوق السوداء.وتم إعداد مذكرة للعرض على المراقب العام للتنمية والتعاون بصان الحجر أثبتت التزوير والاستيلاء على أموال الفلاحين وقام الفلاحين بعمل محضر629 لسنة 2015 إداري صان الحجر،  والمعلوم أن ارضي القرية لا تزرع خضروات لأنها لا تصلح وفى تقريرهم يوجد 535 فداناً مزروعة بالخضروات؛على أساس أن يأتي إليها سماد زيادة فيصرفوه لأنفسهم،ولما اشتكينا مدير الجمعية قال :خلى الوزير ينفعكم.

وأخيرا أهالي صان الحجر بمحافظة الشرقية ينتظرون نظرة العطف التي طلبوها، فهل من مجيب لصرختهم، وطلباتهم. 

الثلاثاء، 21 يوليو 2015

"وحدة وتوهان.. وحيدًا في وجه الطوفان"


"وحدة وتوهان.. وحيدًا في وجه الطوفان"

كتب: طارق عصام

بدأت في عشق الصمت ونسيان الكلمات، بعد أن كنت مرحًا لا أتفوه إلا بالنكات.. أصبحت أشعر
بالضيق وكم الغباء الذي كنت أعيشه، أشعر بعجز العجوز الذي ينظر إلى هاتفه الجوال منتظرًا من يعطف ويحن عليه ويطلبه، فهو بلا ولد ولا ابنه ولا زوجه ولا قريب أو بعيد  يشفق على كبر سنه وشيخوخته.

الشعر الأبيض، والملابس قديمة الطراز تدل على شيخوخة وقورة، يجلس في قهوة متواضعة بجوار شباكها الصغير بمنطقة المنشية بالإسكندرية، يمسك الشيشة بيده وينفخ منها شعوره بالوحده... فتساءلت في خاطري، أين أبناؤه ؟!، أين زوجته ؟!، أين رفيقه ؟!.

وحيدًا، سارح في نظراته، وأمامه "لوح الطاولة" موضوع بجانبها "فنجان" القهوة،  جالس منتظرا الرفيق الذي يتبادله اللعب ولكن رفيقه تأخر عليه، ولكن أي رفيق ينتظر ؟!، لكبر سنه وشيخوخته جعلني أعتقد أنه وحيدًا وان رفيقه الذي ينتظره لن يأتي. 

أعتدل في مجلسه، أعد الطاولة "اللعبة" للعب وبدأ بمفرده في تحريك النرد، كأنه يلاعب ظله.. وسط صمتي ووحدتي، نظرت إليه وتمنيت أن أشاطره وحدته باللعب معه ولكني حينها لم أكن ملم  بطريقة اللعب.. كلًا منا في مكانه، ولكني أفكر جديًا في القيام والجلوس معه وأشاطره الحديث.

خارج نافذته الصغيرة التي يطل منها على عالمه الكبير، جلس مجموعة من الشباب أسفل منها يضحكون ويلعبون "الطاولة" أيضًا، نظر إليهم وسرح في أفكاره، متذكرًا الماضي من أيامه، نظر أمامه كأنه يتحدث إلى دنياه، التي تسير به إلي المجهول، فهو بالأمس كان شاب مثلهم يجلس وسط اصدقائه، واليوم هو وحيدًا شريد الذهن، لا يوجد من يرافقه ويسحبه من وحدته.

وبعد ساعة وربع الساعة من الوقت وكثيرًا من التفاصيل التي تحيط بهذا العجوز، أخيرًا، وصل صديقه، وصل المنقذ الذي أنقذه من الغرق في بحر وحدته، واستطاع إخراجه من صمته، وبدون أن يتحدثا، بدأا اللعب مباشرة.

#‏وحدة‬ ‫#‏توهان‬ ‫#‏سَرحاان‬ 
‫#‏البحث_عن_الصُحبة‬ ‫#‏البحث_عن_شريك‬ 

tarek.essam.mohamed@gmail.com
                         20/7/2015
https://www.facebook.com/tarek.essam.758




الاثنين، 2 مارس 2015

الحسنة في السر... ماذا تعرف عنها ؟!


أذهب للجامعة في يوم ما، لأجد أمامي "خيمتان"، تتوسطان الحرم الجامعي، أمام قصر الزعفران، مركز رئاسة الجامعة ومقر رئيس جامعة عين شمس، فـالأولي خيمة صغيرة، ولكن بارزة، معنونة بـ"إستراحة"، ويوجد بداخلها أربعة أفراد، رجلان، وسيدتان يظهر على ملامحهم الشخصية الأرستقراطية، "لو صح التعبير"، وما سمعت عنهم، أنهم الطبقة الغنية من الشعب، ذوي الملابس الفاخرة "الشيك"، والسيارات باهظة الثمن، والوجوه الجميلة المشرقة، والعينان التي تغطيهم النظارات "الريبان" والشعر الأبيض، وأما بالنسبة للسيدتان الجالستان فلا تظهر أعمارهن الحقيقة، لجمالهن، وذوقهن في إختيار ملابسهن، التي تبدو ملابس الفتيات الصغيرة.

القدم ع القدم، والإبتسامة الرقيقة، وكل رجل بصحبة سيده، دخلت الخيمة الأولي لأستفسر عن بعض الأشياء، وهنا إعتدل الرجلان في مجلسهما، ولكن السيدتان بقيا على نفس الوضعية، التي لم تنل رضائي، وأغضبتني، والذي دفعني لأوجه كلامي إليهن، في إستفساري، ولكن قبل أن أبدأ، إنهالت علي الأسئلة، أين تعمل؟، ماذا تريد بإستفساراتك؟، تكمل الحديث ولتجد سيدة تنزع النظارة من عينيها، لتظهر أمامي عين المرأة العجوز، التي تختفي خلف جمال المظهر، وخلف النظارة السوداء، فـالعين كاشفة لصاحبها. مع وضوح بعض نظرات التهكم والسخرية، لتزداد نظراتي حِدة تجاهها.

وأما عن الخيمة الثانية، فـ هي الخيمة الأكبر، والأهم، والتي يقصدها أغلب العاملين بالجامعة، والتي يحرسها الأمن الجامعي، ويشرف عليها بعض الموظفين من الإدارة العامة للجامعة. خيمة مليئة بالملابس القديمة المستعملة، ملابس تصلح للإستعمال الأدمي، لمختلف الأعمار، وكتب على الخيمة "معرض خيري"، فتسمع كلمات بسيطة، من أشخاص بسطاء، "الجامعة عاملالنا معرض خيري يا حلاوة يا ولاد"، "أتصلي بأم عبير، وأم محمد يجوا يشوفوا حاجه ليهم". تلتفت بعد سماعك لهذه الكلمات، لتجد سيدتان، كبيرتان سننا، يظهرعليهن الوهن، والضعف، والفقر الصحي، والمادي، بساطة الأسلوب.لا يدرون من أين جاءت، ولا يعرفون ما يوجد في الخيمة الثانية، والأحسن أنهم لم يروا ما بداخلها.

سيارة تصل، محملة بكاميرا لقناة شهيرة، وبها معدات تصوير، ورجلان، ومراسلة، لتراسل وتحاور الأشخاص الموجودين داخل خيمة الإستراحة، الذين هموا بالوقوف فور علمهم بأنها قناة شهيرة، لتنتهي منهم، وتتفقد الخيمة الكبيرة، ووتلتقط صور لما بداخلها، ملابس قديمة يعتبرها البعض "روبابيكيا"، وأفراد لا أستطيع مناداتهم إلا بالبسطاء، الملابس البسيطة، والوجه الذي يظهر عليه أسى الدهر، والوهن والضعف، والعين القوية، التي تظهر الطيبة، ومنها العين الخجولة، ومنهم ذا البسمة المرسومة، دليل الرضا والقنوع.

ما لفت نظري، وما أغضبني، ليس الخيمة الصغيرة، البارزة، وليس مجلس السيدتان، وليس إسلوبهما المتعالي في مخاطبتي، ولكن ما أغضبني حقًا هو البحث عن الشهرة، وليس عمل الخير كما إدعوا أمام كاميرا التليفزيون. فـ هم يقولون أنهم جاءوا لفعل الخير، ومساعدة العاملين البسطاء، ولكن ما رأيته هو عكس ذلك.

أنهيت عملي، ووقفت أشاهد المشهد الجاري أمام عيني، مشهد يثير مشاعر الحزن والأسى، وهو رؤية العمال البسطاء لسيارات الرجلان والسيدتان، فـ العمال واقفون بعيدًا، ينظرون إليها وكأنهم لم يروا سيارات كـهذه من قبل، كلًا منهم يتمنى لو يمتلك مثل هذه السيارة، والتي بثمنها تستطيع حل مشاكل أكثر من أسرة بسيطة، فكم من الأسى حمله المشهد، حزن شديد، والذي جعلني أتسائل، ما الذي يجعل الطبقات الغنية تزداد غنى، والطبقات الفقيرة تزداد فقرًا ومرض ؟!، ولم أكمل مخاطبة نفسي حتى أتت سيدة بسيطة وقالت لي: "أنتم جايبين التليفزيون يصورنا وإحنا بنشحت !!"، يا لها من كلمات نزلت علي كالصاعقة، ماذا يدور في عقل هذه السيدة العجوز؟!، علامات الذهول على وجهي، وأصبح وجهي يشبه علامة التعجب (!)، تعبيرات وجه السيدة وكلامها، حقيقي ويحمل الجدية، ففي اللحظة التي قالت لي هذه السيدة، هذه الكلمات، كان الرجلان يقولان أمام الكاميرا، أنهم ذوي خير، وأنهم يتبرعون، وما إلى ذلك، وما تحمله كلماتهم من دعاية رخيصة للمؤسسة التي يتبعون لها.

أنت ترى المشهد الدائر حولك، ولا تستطيع التكلم ولو بكلمة واحدة تعبر بها عما بداخلك، ولكن هل ستظل صامتًا إلى الأبد ؟!، وهنا قررت المواجهه بعدد من الأسئلة التي لم أحصل على إجابات بعضها وهي:

ما هي أهدافكم من إقامة معرض خيري كـهذا؟!، ما الذي يعود على المؤسسة التي تتبعون إليها؟!، ولماذا تعلنون عن المؤسسة التي تتبعون إليها وسط هذا العمل الخيري كما تقولون؟!. وهل سمعتهم عن موضوع عدم الجهر بالحسنة؟!، الحسنة في السر.. ماذا تعرف عنها ؟!، هل علمتم أن لديكم مسئولية إجتماعية كبيرة، بعيدًا عما تفعلون؟!


للأسف، أصبح العمل الخيري، في زمننا هذا، تجارة ربحية، لبعض المؤسسات التي تدرس كل خطوة، وتعى تماما أنها عند صرف مبلغ صغير من المال، سيعود إليها أكثر من هذا وأضعافه. وأن الأساليب الملتوية للبعد عن الضرائب كثيرة، ولا يصعب الإحتيال عليها.
وهنا السؤال يطرح نفسه: لماذا تزداد الطبقات الغنية غنى؟!، فيما تزداد الطبقات البسيطة في لحس التراب؟!.


2/3/2015
طارق عصام






الثلاثاء، 3 فبراير 2015

ربع كيلو جوافة !!


ربع كيلو جوافة !!


كتب: طارق عصام

جلس بجواري فـ محطة "محمد نجيب" اتجاه الجيزة، رجل مسن، فـ الخمسينات من العمر، هكذيظهر ع ملامحه، كتفه منحنى من كثرة الهموم، والمشاكل التي طالما حملها ع كتفيه، يحمل فـ يده اليمنى، أوراق تحاليل، وفحوصات قد أجراها، وفي يده اليسرى، شنطة بلاستيكيةبها ¼ كيلو جوافة، وضع الجوافة ع الأرض، وقام بتفحص التحاليل والفحوصات، مع همهمةبسيطة أصدرها من فمه، لم أسمع منها سوى كلمة "الحمد لله"، لم تكن إمتعاض، ولكن رضى بالحال.
وفـي وسط تفقده للتحاليل، أتى المترو، قام الرجل مُسرعًا، يلملم أوراقه، وذهب إلى باب المترو، حاملًا فـ أحدى يديه الأوراق فقط، ونسى الحِمل الصغير، الذي كانت تحمله يداه الآخرى، فـ مشهد من الأسى والحزن لما آراه يظهر ع هذا الرجل الكبير.

جلست أنظر إلى الجوافة، نظرة متأملة، لما تحتويه من معاني، ظهرت لي، من مجرد رؤيتها، وظل الناس ينظرون إلى، وأنا سارح بها، فـ ضحك البعض، وتهكم البعض بسخرية على المشهد الدائر أمامهم، ولم يهتم البعض الآخر، ولكن ما جعلني أنظر إليها بهذه النظرة المتحسرة المتأملة ؟!.

ما الذي يجعل هذاالرجل المسن أن يشترى ¼ كيلو فقط من الجوافة !!، هل هو عدم توافر النقود معه ؟!،أم لوصفة علاجية، وقد أمره الطبيب أن يأكل البعض منها ؟!، أم أنه يعيش وحيدًا فـي هذه الدنيا، وقد أتى بنصيب له بمفرده، كانت نفسه مائلة إليها، ويريد إستطعامها،ولا يوجد من يشاطره أكلها ؟!، الله أعلم بحال الرجل، وسط هذه التساؤلات، تظهرإجابات، ودلالات للإجابة على هذه الأسئلة.

لنفرض بعض الإجابات معًا، وهي عدم توفر النقود، ومالت نفسه إلى حب الجوافة، وقد أشترى القليل منها ليشبع رغباته وإحتياجه لها، فكيف له ألا يتذوقها، وقد مالت لها نفسه، ولكن إذا كان أشترى له بعض الجوافة لوصفة علاجية، فأنه قادر ع شراء مثلها فـ وقت لاحق،وإذا كان رجلًا وحيدًا، لا يوجد من يشاطره أكلها، وقد أتى بها لمفرده، فكيف سيشعر فـ حال فقدانها، كما فقد الرفيق، رفيق دربه، شريك حياته.

لصعوبة التعرف ع إجابة محددة، ولأني لم أكن فـ حال يسمح لي بالتصرف السريع، لكنت توصلت إلى حل لإعادة هذه الفاكهة إلي صاحبها، عن طريق شرطة المترو، دون النظر إلى سخرية البعض مني لإعادة هذا القدر القليل من الفاكهة، ولكني لم أنتبه لحل مثل هذا، ليعوض الله له بالذي أحسن منها، وأطعم منها، ويؤانس الله وحشته، ووحدته بالذي يعوض عليه حزنه وكآبته، ويشفيه الله، ويغفر له، ويُجنبه شرور الدنيا.